تراجع الكواكب في الخريطة الشخصية
في هذه المقالة، سأعالج بإيجاز المعاني المحتملة لكل كوكب متراجع في الخريطة الشخصية،
بغض النظر عن العوامل الأخرى متل تواجد هده الكواكب في البيوت و الأبراج و اتصالاتها مع باقي الكواكب، و التي قد تتعدى هذه التفسيرات الأساسية، لكن عادة ما يشير تراجع الكواكب في الخريطة الفلكية إلى الحاجة التطورية لفعل شيء معين أو إعادته حسب الرمزية الأساسية لتلك الكوكب.
عندما يتراجع الكوكب تصبح طاقته مكبوته و متجهه نحو الداخل و لا تنساب بسهوله للخارج، و يكون الكوكب المتراجع أقرب الى الارض فيصبح تأثيره أقوى.
التراجع يعني بشكل أساسي أن طاقة الكوكب محجوبة نوعًا ما خارجيًا، لذلك لا يتم التعبير عن مناطق الحياة التي تقع ضمن نطاق هذا الكوكب بسهولة، و تنعكس صفات الكوكب المتراجع على الشخص بوضوح و لكن من الصعب عليه الاستفاده منها و اخراجها للخارج، و كيف ما كان الوضع، هناك شيء ما يكافح مع الشخص لإعادة التوازن إلى نفسه أو للخارج بالطريقة الصحيحة، و مع الوقت و لأن الشخص هنا يكون عنده تحدي إذا تغلّب عليه تتكون لديه طاقة عظيمة.
الكواكب المتراجعة يرمز بجانبها بالحرف "R" في للخريطة الفلكية
الكواكب المهمة التي يأثر عليها التراجع هي: عطارد - الزهرة - المريخ - المشتري - زحل ..
اما الشمس و القمر لا يتراجعان
فماذا ستعلمنا هذا الكواكب المتراجعة سواء عن أنفسنا أوعائلتنا أوحياتنا اليومية ؟
تراجع عطارد
تراجع عطارد يعني دروس تتعلق بالعقل و التفكير و التواصل،
يتطلب من الشخص التركيز على كل نقطة لحدى، و أحيانا لا يربط الأمور ببعضها البعض أو يحتاج لبعض اللحظات للقيام بدلك، و قد تغيب عنه بعض الأسماء أو المرادفات
الشخص يفكر كثيرا، متردد، قلق، متشكك في الأفكار يخشى نقل معلومات خاطئة، لا يحب التحدث كثيرًا، يخجل من طرح افكاره، يكذب أحيانا، غير حاسم و منفتح على جميع الإحتمالات، يفكر بالماضي و يربط الأحداث المنتهيه بالحاضر، قد يضيع فرص كبيره بسبب تردده في إتخاذ القرارات، يم. ون أيضا عنده عالمه العقلي الخاص، أفكاره عميقة، كثيفة، يفكر بطريقة مختلفة، فلسفي و يتعمق بالأشياء.
و كل هدا مع الوقت يكسب الشخص دافع تطوري للتعبير عن نغسه، سواء كتابيًا أو شفهيًا أو جسديًا (الرقص على سبيل المثال ).
كل ما يدفع للتفكير والتحليل يصبح مهم لصاحب عطارد المتراجع و يسمح له بتوسيع حياته، ويجب استغلاله في شيء بنّاءً له.
تراجع الزهرة
تراجع كوكب الحس العاطفي و المتعة، و الملذات..
الزهرة خلال فترة تراجعها، تكون أقرب إلى كوكب الأرض، أي طاقتها أكثف.
و بالتالي، دراما أكتر، إنتكاسات عاطفية أيضا، الشخص يكون خجول، و لا يتقن فن التعبير عن حاجاته، أو سهل التغرير به عاطفيا أو جنسيا، و تعلقه بالأشخاص يكون مزمن، يستمر في التفكير بهم حتى بعد القطع، و أحيانا يجذب اشخاص طماعين
الشخص يحتاج إلى إعادة النظر في علاقاته العاطفية وكيفية تفاعله مع الجمال والجاذبية و الموارد والأمور المالية.
هدا لأن صاحب الزهرة المتراجعة غالبا ما يكون مفرط في التساهل، خصوصا فيما يتعلق بالأمور المالية، يخاف أيضا الرفض و يربط قيمته بمظهره و ماله،
نمطه في التعبير عن الحب والجاذبية يكون مختلف أو غير تقليدي، و قد يعاني من مشاكل في إدارة الموارد المادية.
بالنسبة للعلاقات العاطفية التراجع هنا يعطي للشخص دروس تتعلق بالقلب، العاطفة، العلاقات، لأن صاحب الزهرة المتراجعة غالباً يكون خجول في بداية حياته، متحفظ عاطفياً..و أحيانا يفتقد للتجارب، لأنه لا يرضى بأي علاقة سطحية، معاييره تكون عالية، و علاقات الحب التي يطمح إليها تشبه الروايات.
هدفه أيضا يكون العلاقات العميقة التي تشعره بالإستمرارية، و لهدا يأخد وقت أطول في إتقاء الأشخاص، يتردد، يشكك، و يبني حواجز و أسوار منيعة، بسبب خوفه من الأذى النفسي.
تراجع المريخ
تراجع المريخ يجعل الشخص يكبت مشاعره و يوجهها للداخل مما يكون لديه كمية من الغضب الداخلي، تطلع على شكل جرعات مفاجئة و حادة من الإنفعالات.
مشاكل صاحب المريخ المتراجع تتعلق بالطاقة و توجيه الإنفعالات و الغضب و التعبير عن النفس، و المواجهة، الشخص يعبر عن نفسه بطريقة سلبية، او بطرق ملتوية
لكن الأشخاص هنا رغباتهم عميقة، جامحة، طاقتهم كثيفة قد تحرك الجبال لو وجهوها بطريقة صحيحة
يمثل المريخ أيضًا الرغبة الجنسية والجنس، من لديه المريخ متراجع في خريطته، غالبا ما يكون لديه دافع جنسي قوي لكن داخلي، يخجل التعبير عنه، فيغذيه بالرغبات الأنانية الممتزجة مع التقاعس أو الخوف من الفعل،
تراجع المشتري
النمو، الفرص، التوسع، النجاح يأتيان بجهد و سعي أكثر من الغير،
إدا الأخرين يمشون، صاحب المشتري المتراجع يجب عليه الركض.
في البداية، صاحب المشتري المتراجع يجد صعوبه في إرضاء طموحه التي تفوق الممكن، و تفاؤله للحياة، و بحكم أن أي شخص في هده الحياة يكون لديه حب للمجد و الرفاهيه، إلا أن صاحب المشتري المتراجع يكون لديه تفاؤل أكبر للحياة، يخوض تجارب بطريقة غير مسؤولة، و يفترض ان كل شيء سينجح، مما يجعله يفرط في تفاؤله، و يرضخ لشهواته و يميل للتبذير، فيواجه صعوبه في توظيف معرفته و الاستفاده منها
لكن بحكم أن قوة صاحب المشتري المتراجع تكمن في خوضه التجارب بنفسه، و يحب شرف القيام بالأشياء و الوصول للنتيجة، فهدا يكسبه مع الوقت خبرة في التخطيط، و انتباه للأفعال، مع تفكير في العواقب، و بالتالي تقليل من تعتر الحظوظ
تراجع زحل
كوكب الشدائد، و الهيكل و المسؤولية، متراجع، غالباً صاحب هدا التنسيب يشعر بمحدودية الحياه و الخيبه، موسوس، لديه شعور بأنه غير مرغوب، و يكون عليه عبئ وواجبات أكبر منه مند طفولته، تفرض عليه قيود، يشعر باليأس و يفتقر للحماس و الطموح و لا يتعلم من دروس الحياه بسرعه بل يوجه طاقة التأنيب للداخل.
الإلتزام، الحدود ،الإستقرار و النجاح هما أول دروس سيواجهها عبر مراحل حياته، يصبح قاسي على نفسه و لديه شعور بالتقصير نحو الواجبات، ضميره حي نحو الإلحاح على الإنضباط، و تحمل المسؤولية و مع الوقت يكون نمطه من الالتزامات و الأسس الثابتة.
تراجع أورانوس:
كوكب الجنون و التمرد متراجع!
أصالة الشخص و تميزه بين الآخرين تبدا بخوفه من النبذ فيفضل عدم الإختلاط بالجموع و قد ينعزل عن الآخرين،
الشخص يكون متقلب فوضوي، متمرد، اناني، دو تفكير طائفي أو عدواني، يفكر بالماضي كثيرًا و لا يستطيع النظر للمستقبل.
مع الوقت ينمي رغبته في كسر القواعد والتقاليد، يفرض نفسه بأي طريقة حتى لو كانت مختلفة، ليتبتو أنهم مختلفين بكل قوتهم،
قد يبتكرون أو يخترعون إدا كان لأورانوس دلالة على بيت العمل،
قد يتبت صاحب هدا التنسيب أيضا نوع من التمرد ضد مجتمعه أو التقاليد، إدا كان لأورانوس المتراجع على بيته الرابع أو العاشر، أو الدين إدا كان لأورانوس دلالة على بيته التاسع
و أحيانا قد يعطيه إنحراف جنسي ادا ما كان اتصاله مع حاكم البيت التامن أو مع المريخ،
تراجع نبتون:
تراجع كوكب نبتون يعني رحلة مدى الحياة لفهم النفس و اكتشاف جوانب الحياة.
التفكير في الخلق و المخلوقات، طبيعة الإنسان،
التعمق في المشاعر العلاقات....
يقعد الشخص طول عمره يجرب و يتعمق و يتعلم
تراجع نبتون يشير إلى ضرورة إعادة النظر في الخيال والروحانية وكيفية التعبير عن الرؤى، يكون لديه نمط من الالتباس بين الواقع والخيال أو صعوبة في تحديد الحدود بينهما.
الروح تحمل بعض الإرتباك، و الأوهام، أو التضحية، و أحيانا يصبح الشخص عرضة للأوهام، خامل و يحيل امور أو مصاعب الحياة إلى القدر.
و لأنه تكون لديه قدرات كبيرة على استقراء الأمور والأحداث التي تدور حوله، هده القدرة تعلمها عبر التأمل و التعمق، و البعض الآخر إكتسبها فطريا، فيكسب قوة حدس كبير روحية و فنية او تكون لديه موهبة علاج تتعلق بلرحمة والتعاطف مع الآخرين
تراجع بلوتو:
صاحب هدا التنسب تكون لديه نزعه شديده للسيطره يخفيها في البداية، مع ذكريات طفولة متعلقة بسوء المعاملة، ربما إيذاء أو اغتصاب أو إساءة...او عاش في وسط محاط بأناس مدمرين، او فاسدين.
و مع الوقت الشخص تتطور لديه نزعة العناد، يصبح شخص عنيف، قاسي، شكاك، لا يثق بأحد بسهوله و يستطيع حدسيا كشف كذب و تلاعب الاخرين له، يكره العادات و التقاليد و يسعى لتدميرها،
سلوكه جنسي منفرد، و أحيانا يكون لديه جنون العظمة أو يميل لاضطهاد الاخرين، في نفس الوقت هو عرضة للامراض النفسيه
و يمكنه التخلي عن أي شيء في أي لحظه و لا يقدر قيمة ما يملكه حقًا.
ونظرًا لوجود لديه عبئ أقل من الأنماط السابقة تتكون لديه، مسؤولية أكبر فيما يتعلق بتوجيه عادات و مسار جديد لنفسه، يبدأ بالبحت عن الدوافع لتحويل كل هذا إلى نشاط بناء، يرفع الروح من الظل إلى النور
تراجع كايرون:
يشير إلى ضرورة إعادة النظر في الجوانب التعليمية والإرشادية في الحياة، و يكون لدى الشخص نمط طويل من البحث عن الهدف الشخصي بشكل مختلف أو تحديات في التوجيه الذاتي، مضمونه المصالحة بين الروح و الجرح أو النقص.
فعلى العكس، بينما يُشير كايرون المستقيم إلى أن الشخص يصل في نهاية المطاف إلى المصالحة مع الأمور التي تسبب له بعض الحروح أو الخرح، صاحب كايرون المتراجع يستغرق مسار أطول في هذا الصدد، ولكن ربما تكون ثمارة أكتر.
تراجع القمر الأسود - ليليث
يحتاج الشخص إلى إعادة النظر في كيفية التعبير عن العواطف والاحتياجات العاطفية، و يكون لديه نمط من كبت العواطف الجنسية و التعبير عنها بشكل صحيح.
الخاتمة:
تراجع الكواكب يفتح لنا أبواب المعرفة و اكتساب القوة إعتمادا على التجارب أو الإخفاقات التي نمر منها.
الكوكب المتراجع، سئ في الدلالات لكنه أيضا هدية من الكون إدا عرفنا كيف نستغله بالطريقة الصحيحة لأنه يمثل منطقة اللاوعي التي علينا توظيفها لصالحنا.
كل فرد هو مسؤول أكتر عن توجيه طاقته الخاصة و جعلها قوة لتقدمه، و ليس عبئ أو سلاح يستخدمه من أجل غرائزه أو فشله ...
عندك تراجع انت لست متأخر أو غبي فقط تجاربك مع الحياة تكون أعمق